المساكن
الخشبية تتقدم فى المشهد كحل لأزمة الإسكان وخاصة اسكان الشباب ومحدودى الدخل ،
ففى ظل الارتفاع الجنونى لمواد البناء، خصوصا حديد التسليح والأسمنت ، يلزمنا
التفكير فى حل أزمة الإسكان من خلال المساكن الخشبية التى توفر نحو 50% من تكلفة
المبانى الخرسانية التقليدية ، إضافة إلى اختصار مدة الانشاء الطويلة نسبيا ، مما
يوفر أيضا من تكاليف العمالة، ويمكن للشباب أن يعملوا بانفسهم فى بنائها، مما يحقق
تخفيضا اضافيا فى التكاليف. ويجب ان تخضع هذه المساكن للمواصفات القياسية
العالمية ، لتحقيق اقصى استفادة من الاستثمارات التى تخصص لها ، ولتكون أكثر أمانا
ومتانة ، حيث ان عمرها الافتراضى أضعاف العمر الافتراضى للمساكن التقليدية اذ
يتجاوز مائتى عام ، والأهم انها أيضا موفرة من حيث التجهيزات الكهربائية والأجهزة
فهى لا تحتاج إلى شفاطات أو أجهزة تكييف لأنها دافئة فى الشتاء، وباردة صيفا بصورة
طبيعية . وكما تتميز تلك المساكن بمقاومة الزلازل ، فإذا كانت
الزلازل القوية وقت حدوثها تؤدي لانهيار المباني المسلحة كاملة ، فإنها إن أثرت
على المباني الخشبية فستكون في أجزاء بسيطة يمكن علاجها.
ان فكرة إقامة مدن
سكنية بمصر بنظام مسبق التجهيز عملية جدا لوفرة التجارب والدراسات السابقة وتكنولوجيا
المساكن مسبقة التجهيز فى هذا المجال ، ومن اليسير تطوير النظام بما يلائم البيئة
فى مصر من حيث المناخ و جغرافيا المكان والتكاليف و التصميم و الخامات المحلية المتوفرة
. ولقد تبدو لاول وهلة أن نظريات حسن فتحي في عمارة الفقراء تطل من خلال هذه
الفكرة . ويمكن ان تتبنى الفكرة شركة أو شركات متخصصة لانتاج مساكن مطابقة
للمواصفات وتطبق نظام الجودة ، مع ضمان وكفالة لمدة 10 سنوات للحفاظ على جودة
المواد والعمالة .
ويجب ان تتميز تلك المساكن
بجمال الشكل ، ، كما توفر إمكانية فك ونقل المنزل في فى وقت قصير دون التأثير على
جودتها وتماسكها . وان تتم معالجتها بمواد
كيميائية لمقاومة الحريق فتضمن درجة أمان عالية ضد الحريق ، وتكسى حوائطها
الداخلية بالواح جبسية مقاومة للحريق وتزود بمواد عازلة للحرارة والصوت أما
الواجهات الخارجية فيمكن بناؤها على الهيكل الخشبي، سواء بالطوب الملون أو الحراري
أو أية خامات أخرى . بالإضافة إلى أن كل
القواعد والتركيبات الخشبية تتم معاملتها بمواد كيمائية لحمايتها من الحشرات
والقوارض وغيرها . وايضا ان تعتمد على التهوية الذاتية وطرد الروائح تلقائيا خارج
المنزل ، وتركب التوصلات الكهربائية في أماكن مخصصة مخفاة داخل جدران المسكن آمنة
ومعزولة ومغطاة بمواد تحميها من التأثر بعوامل الحرارة والرطوبة ، وتوصل بمفاتيح
مما يقلل من خطورة الكهرباء ونشوب الحرائق . وتوفر للساكن المرتقب امكانية
الاختيار بين مواد التشطيب (ارضية خشب او ارضية بلاط اوارضية سراميك) وبين بدائل اخرى للأسقف ودهانات
الحوائط .
من المشاكل التي تعوق تنفيذ
هذه الفكرة بمصر عدة أسباب ، أهمها ان مصر لا يوجد بها غابات ولا تزرع اشجار لانتاج
الأخشاب و تكاليف الاستيراد اصبحت كبيرة و المساكن الخشبية الجاهزة هي الأكثر
ملائمة لمصر من حيث ان المناخ بطبيعته حار صيفا ودافئ مع قليل من الأمطار شتاءا ، فلاتوجد مشاكل من الرطوبة مثل دول الشمال ،
هذا حافز للمطورين والمثتثمرين للتفكير فى تذليل المعوقات .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق